كثيرا ما يتردد في الأوساط الاجتماعية والعلمية حديث عن قدرة الثوم على خفض ارتفاع ضغط الدم لذلك نرى الكثير من الناس يستخدمون الثوم كعالج.فهل يعالج الثوم ارتفاع ضغط الدم حقاً؟
وما مدى صحة هذه المعلومة طبيا؟
يعد الثوم من النباتات المزهرة و يزرع في جميع أنحاء العالم، وقد استخدم في الطب القديم كعلاج للعديد من الأمراض مثل التيفوئيد والدوسنتاريا والكوليرا والإنفلونزا, كما يحتوي الثوم على العديد من المركبات العضوية التي لها فعالية علاجية مثل: السلفات، السابونين، الفينولات، والسكريات المتعددة.
وقد وجدت الدراسات المخبرية
فعالية لمركبات الثوم العضوية في علاج أمراض العظام والجلد وفي تخفيف الالتهابات ومقاومة السرطان وخفض ضغط الدم والكوليستيرول.
ولتتم الاستفادة من الخصائص الطبية للثوم تبعت هذه الدراسات المخبرية دراسات سريرية لبحث فعالية المركبات العضوية للثوم وتحديد المواد الفعالة والجرعات العلاجية لعلاج الأمراض لدى الإنسان.
ويركز هذا المقال على فعالية الثوم في خفض ضغط الدم
وقد أجريت عدة دراسات سريرية لمعرفة تأثير مستخلص الثوم الأسود القديم Kyolic Aged Garlic Extract (AGE) على ضغط الدم في جسم الإنسان.والثوم الأسود هو نوع من الثوم تتم معالجته بدرجات حرارة و رطوبة معينة مايسبب تغير خصائصه الكيميائية عن الثوم الطازج.
لفهم تأثير الثوم على ضغط الدم يجب علينا أولا معرفة الأرقام المرتبطة بارتفاع ضغط الدم حيث يعرف ارتفاع ضغط الدم عند وصول ضغط الدم الإنقباضي(SBP) الى 140 أو أكثر، أو عند ارتفاع ضغط الدم الإنبساطي (DBP) الى 90 أو أكثر، بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية.
كما أجريت إحدى الدراسات السريرية لتحديد تأثير مستخلص الثوم الأسود القديم AGE على مجموعتين من المرضى،
المجموعة الأولى
تضمنت الأشخاص الذين يزيد ضغط الدم لديهم عن SBP≥140 .
المجموعة الثانية
وهم الأشخاص الذين يقل ضغط الدم لديهم عن SBP≤140 .
وتمت المقارنة بين المجموعتين ووجدت هذه الدراسة أن مستخلص الثوم قام بخفض الضغط لدى المجموعة الأولى والتي تعاني من ارتفاع ضغط الدم ولم يكن له تأثير على المجموعة الثانية.وبذلك أثبتت هذه الدراسة أن للثوم تأثيرا خافضا لضغط الدم.
ولكن من المهم معرفة ماهي الجرعه المناسبة من الثوم لخفض ضغط الدم؟ وأيضاً ماهو مقدار انخفاض ضغط الدم الناتج عن تناول الثوم ؟وماهي المدة العلاجية الكافية لملاحظة نتائج ملموسة على المريض؟
وفي دراسة سريرية أخرى وجد أن
تناول كبسولتين يوميا من مستخلص الثوم الأسود القديم AGE من الممكن أن يؤدي إلى خفض ضغط الدم الإنقباضي SBP بمقدار 10 mmHg وخفض ضغط الدم الإنبساطي بمقدار 5mmHg خلال المدة من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
وتحتوي الكبسولات التي استخدمت في الدراسة على مستخلص الثوم الأسود القديم AGE على 480 ملجم من مستخلص الثوم الأسود و 1.2 ملجم من الأليل سيتستيين S-allyl cysteine .
و لكن للثوم بعض الآثار الجانبية مثل
الرائحة اللاذعة وذلك بسبب وجد مادة كبريتات ميثيل الأليل الناتجة عن عمليات الأيض والتي يفرزها الجسم في النفس والعرق.
والأهم من ذلك أن الثوم يتداخل مع عدد من الأدوية المسيلة للدم مما يزيد من سيولة الدم لدى المرضى.
في الختام فأنه حتى كتابة هذا المقال فإن الدراسات السريرية التي أجريت على الثوم ليست كافية لاعتماده كدواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم .قد يكون السبب لاختلاف طرق تصنيع المستخلصات واختلاف تراكيزها وجودتها، ومازالت المستحضرات التي تحتوي على الثوم تصنع وتباع في الأسواق كمكملات غذائية.
المراجع: