الجروح المزمنة

هل ندرك اليوم بأن العيش مع المرض المزمن يُشكّل تحديًا صعبًا على الصحة الجسدية والنفسية؟وكيف لجودة الحياة أن تتأثر تأثرًا كبيرًا بذلك؟

يُعرّف الجرح المزمن بأنه هو الجرح الذي لا يلتئم بسرعة كما في الحالات الطبيعية.وتُشكّل الجروح المزمنة مصدر قلق صحي كبير على مستوى العالم، حيث يتراوح معدل انتشارها من 1.51 إلى 2.21 لكل 1000 شخص، ومن المتوقع أن يزداد هذا المعدل نتيجةً لزيادة معدل الشيخوخة لدى السكان في مختلف البلدان.

وعملية التئام الجروح المزمنة هي عملية معقدة تتكون من أربع خطوات أساسية، وهي كما يلي:

بدايةً،الخطوة الأولى وهي الإرقاء، حيث يتم إغلاق الجرح بواسطة تجلط الدم. بعد ذلك،تليها الخطوة الثانية التي هي الالتهاب، حيث يقوم الجسم بإزالة الأنسجة الميتة ومحاربة الجراثيم. بعد ذلك، يحدث الانتشار، حيث تبدأ الخلايا في إعادة بناء الأنسجة الجديدة لتغطية الجرح. الخطوة الأخيرة وهي إعادة بناء الأنسجة الجديدة وتقويتها، مما يساعد في استعادة وظيفة الجلد ومرونته.بالتالي، تسريع عملية شفاء الجرح يعتمد على الظروف المناسبة لحدوث هذه الخطوات الأربع.

وتُصنَّف الجروح المزمنة إلى أربع فئات:

  1. قرحة الساق الوريدية.
  2. قرحة القصور الشرياني.
  3. قرحة القدم السكرية.
  4. تقرحات الضغط.

وتشمل معالجة الجروح تخصصات عدة ، منها على سبيل المثال: (أخصائيين التدخل الشرياني، وجرَّاحي الأوعية الدموية، وجرَّاحي التجميل، وخبراء الغدد الصماء والأمراض المعدية). ونتيجةً لذلك، من الممكن أن تُشكل الجروح المزمنة أعباءً مالية كبيرة، حيث تتراوح تكاليف علاجها في الولايات المتحدة الأمريكية بين 25 مليار دولار و50 مليار دولار سنويًا. كما يؤثر وجود بعض الإلتهابات، والأمراض المزمنة، والأدوية على عملية التئام الجروح.ويمكن أن تؤدي الجروح المزمنة إلى زيادة حالات دخول المستشفيات، بالإضافة الى الإعتماد على خدمات الرعاية الصحية المنزلية.

كما ارتبط مفهوم المرض المزمن بجودة الحياة الصحية للمرضى ومن خلال تعريف جودة الحياة المتعلقة بالصحة (HRQoL) وهي المقياس الشامل لصحة الفرد الجسدية والعقلية والاجتماعية ؛ فإن للجروح المزمنة تأثيرات متعددة على جودة صحة وحياة المرضى، مما يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية.بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الجروح المزمنة إلى مضاعفات خطيرة مثل:( بتر الأطراف )، وهذا من شأنه أن يزيد من تدهور جودة الحياة، وبالتأكيد يتفاقم التأثير لدى كبار السن بسبب بطء علمية التئام الجرح ووجود أمراض أخرى مساهمة في ذلك.

ويُعد قياس مؤشر جودة الحياة المتعلقة بالصحة أمر هام جدٌا لمعرفة فعالية العلاج، مما يعكس قدرة الفرد على القيام بالأنشطة اليومية على الرغم من وجود جرح مزمن. لذلك، تم استخدام العديد من الأدوات لجمع البيانات حول جودة الحياة المتعلقة بالصحة (HRQoL).وتُشكل الجروح المزمنة تحديات كبيرة لجودة الحياة المتعلقة بالصحة للأفراد المصابين بها. على الرغم من العناية المُثلى بالجروح، غالبًا ما يعاني المرضى الذين يعانون من جروح مزمنة من تضاؤل في جودة الحياة ومن هنا ندرك أهمية الحفاظ على جودة حياة صحية للمرضى الذين يعانون من جروح مزمنة ومدى ارتباطها بتحديد فعالية العلاج.

وفيما يلي بعض النصائح للتعامل مع الجرح المزمن:

  1.  الحفاظ على نظافة الجرح وجفافه.
  2.  فحص الجرح والغرز بشكلٍ يومي.
  3. إستخدام الأدوية الموضعية الموصوفة من قِبل الطبيب.
  4.  تناول الغذاء الصحي، حيث يساعد في عميلة الشفاء.
  5.  الحرص على عدم الإصطدام بالجرح.

كما تبدأ عملية التحسين من رفع الوعي، وتتحسّن جودة الحياة نحسّنًا كبيرًا من مرحلة الرعاية الذاتية الأولية ووصولٌا للرعاية الصحية بشموليتها.

ختامًا، اللهم يا شافي، اكتب شفاءك، ورحمتك لكل روحٍ ضعيفة، ولكل جسدٍ مُنهك، ولكل قلبٍ مُتعب إنك سميع الدعاء.

دارين الرديعان

الكاتبة : أ. دارين عبدالله الرديعان

صيدلانية (بكالوريوس دكتور صيدلة)

المراجع:

 

Saleh Alghamdi

النشرة البريدية

TwitterLinkedin

المنشورات ذات الصلة

التعليقات معطلة.