أدوية السيماغلوتيد واضطراب البصر

تُعتبر مجموعة السيماغلوتيد(Semaglutide) إحدى الأدوية الشائعة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، كما تستخدم أيضا لعلاج السمنة، حيث تقوم بتحفيز مستقبلات GLP-1 لتحسين مستويات السكر في الدم وتقليل الشهية. ومع تزايد استخدامها مؤخراً كعلاج لزيادة الوزن، برزت بعض المخاوف بشأن تأثيراتها المحتملة على صحة العين.

أحد أبرز الدراسات التي تناولت تأثير السيماغلوتيد على صحة العين هي دراسة SUSTAIN-6، والتي قيّمت تأثير حقن السيماغلوتيد على النتائج القلبية الوعائية لدى مرضى السكري من النوع الثاني. وقد لوحظ في هذه الدراسة زيادة في حالات اعتلال الشبكية السكري، حدوث بعض المضاعفات كالنزيف الزجاجي والعمى المرتبط بالسكري، الحاجة للعلاج بالتخثير الضوئي للشبكية أو الحقن داخل العين؛ حيث ظهرت هذه المضاعفات بشكل خاص لدى المرضى الذين يعانون مسبقًا من مشاكل في الشبكية، ويُعتقد أن السبب الرئيسي يعود إلى الانخفاض السريع في مستوى السكر التراكمي (HbA1c)  خلال الأسابيع الأولى من العلاج. في حين أن السيماغلوتيد الفموي لم يظهر أي ارتباط بزيادة حالات اعتلال الشبكية في دراسات أخرى.

إلى جانب اعتلال الشبكية، أشارت دراسات أخرى إلى أن السيماغلوتيد قد يسهم في زيادة الضغط داخل العين، خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لهذا المرض. كما تم تسجيل حالات نادرة من اعتلال العصب البصري غير الشرياني (NAION)، وهي حالة قد تؤدي إلى فقدان مفاجئ للرؤية. وغالبًا ما تحدث هذه الحالة دون أية أعراض مسبقة، وقد تصاحبها بعض الأعراض مثل: تشوش الرؤية، تشوه الألوان، فقدان الرؤية الطرفية، ظهور بقعة داكنة أو رمادية في مجال الرؤية، وانخفاض الحساسية للضوء والتباين. ويمكن أن يتراوح تأثيرها بين فقدان بصر خفيف إلى حاد.

رغم أن التأثير المباشر للسيماغلوتيد على صحة العين لم يُستبعد بالكامل بعد، إلا أن معظم المضاعفات تبدو مرتبطة بالانخفاض السريع لمستويات السكر. ولا تزال الدراسات جارية لفهم هذه التأثيرات بشكل أعمق وتحديد الآليات والعوامل التي تزيد من خطر حدوثها.

ختامًا، على الرغم من فعالية السيماغلوتيد الكبيرة في التحكم بمستويات السكر وفقدان الوزن، فإن تأثيره على صحة العين؛ خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من اعتلال الشبكية، يستوجب المتابعة الدقيقة وإجراء الفحوصات الدورية لتجنب أي مضاعفات محتملة. كما يُنصح المرضى الذين يتناولون السيماغلوتيد ولم تظهر عليهم أعراض بالاستمرار في تناوله وفق توجيهات الطبيب، مع مناقشة أي استفسارات تتعلق بالدواء. كما ينبغي على الأشخاص الراغبين في بدء هذا العلاج استشارة أطبائهم لمعرفة مدى ملاءمة الدواء لحالتهم الصحية.

المراجع:

الكاتبة : أ. ماجدة عبد الكريم الجهني

صيدلي سريري بمدينة الملك سعود الطبية

 

التعليقات معطلة.