الببتيدات المشابهة للجلوكاجون ( GLP-1 glucagon like peptide)
تزداد معدلات السمنة عالميا على نحو متسارع، فهناك أكثر من مليار شخص يعاني من السمنة على مستوى العالم، وتتوقع منظمة الصحة العالمية بحلول ٢٠٢٥ أن يعاني ١٦٧ مليون شخصا من الأطفال والبالغين من المشاكل الصحية بمافيها زيادة الوزن أو السمنة.(1) تتبع الممارسات الطبية الكثير من الأساليب للوقاية من السمنة أو لعلاجها، ابتداء من اتباع الأنظمة الغذائية الصحية (الحميات) وممارسة الرياضة بانتظام أو العلاج الجراحي مثل عمليات تكميم المعدة، أو العلاج غير الجراحي وذلك باستخدام الأدوية والتي ثبت علميا قدرتها على إنقاص الوزن.
وبهذا الخصوص تعد مجموعة أدوية الببتيدات المشابهة للجلوكاجون ( GLP-1 glucagon like peptide) من الأدوية الحديثة التي يتم دراستها لعلاج السمنة، وقد طرحت هذه الأدوية بداية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، ولكن بعدما لاحظ الباحثون أثرها الإيجابي لدى فئة معينة من المرضى تم استخدمها لعلاج السمنة نظرا لفعاليتها في إنقاص الوزن.(2)
وحاليا هناك اثنان من الأدوية من هذه المجموعة حصلا على تصريح من الهيئة العامة للغذاء الأمريكية لعلاج السمنة وهما: سيماجلوتيد semaglutide(الاسم التجاري ويجوفي) وليراجلوتيد liraglutide(الاسم التجاري ساكسيندا) وتعطى هذه الأدوية عن طريق الحقن.
وبشكل عام تحاكي هذه الأدوية طريقة عمل هرمون يفرز طبيعيا من الأمعاء بعد تناول الوجبات، وتعتمد هذه الأدوية في طريقة عملها على تحفيز مستقبلات GLP-1 التي تتواجد في البنكرياس و الأمعاء والهايبوثلاموس في الدماغ، والتي تقوم بدورها في تحفيز إفراز الإنسولين بعد الوجبات وتثبيط إفراز الجلوكاجون، و تطيل مدة إفراغ المعدة من الطعام وذلك يزيد من الإحساس بالشبع لوقت أطول.
والجدير بالذكر أنه هذه الأدوية
تستخدم جنبا إلى جنب مع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وذلك لإنقاص الوزن للأشخاص الذي يبلغ معدل كتلة الجسم لديهم ٣٠ كج/م2 أو ٢٧ كج/م2 ويعانون من عرض صحي مرتبط بزيادة الوزن مثل ارتفاع ضغط الدم.
وجدت الدراسات السريرية أن هذه الأدوية ساعدت على خسارة ما يقارب من 5 إلى 10% من أوزان المشاركين في الدراسة خلال ما يقارب السنة من بداية استخدام الدواء.(3)
وبطبيعة الحال لا تخلوا هذه الأدوية من بعض الأعراض الجانبية والتي تتراوح شدتها من الخفيفة إلى المتوسطة
مثل الغثيان والإسهال إلى الأعراض الجانبية الشديدة مثل إلتهاب البنكرياس (2). ويمنع استخدام هذه الأدوية لمن لدية تاريخ مرضي أو عائلي بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية. ومن أهم مايمكن ذكره لمن ينوي استخدام هذه الأدوية أنها تعطى للمرضى بموجب وصفة طبية من قبل طبيب مختص بعد التأكد من أهلية المريض لهذا النوع من الأدوية.
الكاتبة: أشواق محمد العنزي
صيدلانية – التجمع الصحي الثاني
References