تحسين الكفاءة والجودة من خلال تكنولوجيا المعلومات ونظم السجلات الصحية الإلكترونية

بعد جائحة فيروس كورونا، تم التركيز على تكنولوجيا المعلومات في جميع القطاعات؛ لاسيما القطاع الصحي. وهذا لا يعني أن المملكة العربية السعودية هـي الدولة الوحيدة التي اهتمت به، بل العالم أجمع يسعى جاهدًا لـفهم تكـنولوجيا المعلومات! لكن لا نستطيع إنكار جهود دولتنا العزيزة، حيث تتمحور رؤية 2030 حول تطوير تكنولوجيا المعلومات. ويجدر بذكر أهميته تطبيق توكلنا؛ والذي كان له أثر كبير في الحد من انتشار جائحة كوفيد-19.

تعتبر تكنولوجيا المعلومات ونظم السجلات الصحية الإلكترونية من الإبتكارات الحديثة التي تهدف إلى تحسين الكفاءة والجودة في مجال الرعاية الصحية.حيث توفر هذه التقنيات الحديثة العديد من المزايا؛ مثل التخزين الآمن للمعلومات الصحية، وتبسيط عمليات التوثيق والوصول إلى المعلومات، وتعزيز التنسيق بين الفرق الطبية المختلفة.

في هذا المقال، سنستكشف الهدف من استخدام تكنولوجيا المعلومات ونظم السجلات الصحية الإلكترونية في تحسين الكفاءة والجودة في مجال الرعاية الصحية. ويهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على فوائد تكنولوجيا المعلومات ونظم السجلات الصحية الإلكترونية في تحسين الكفاءة والجودة في مجال الرعاية الصحية. كما سنستعرض كيف يمكن لهذه التقنيات تحسين إدارة المعلومات الصحية، وتبسيط العمليات الإدارية، وتعزيز التنسيق بين الفرق الطبية المختلفة، وتحقيق التواصل الفعال بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية.

يُعَّد السجل الإلكتروني في المملكة العربية السعودية إحدى الأدوات التكنولوجية المستخدمة في تطوير الخدمات الصحية والإدارية بالمملكة. وهناك عدة أنواع من السجلات الإلكترونية المستخدمة في السعودية، بما في ذلك سجلات الأورام والسجلات الشخصية.

سجلات الأورام الإلكترونية (السجل السعودي للأورام):

تُستخدم سجلات الأورام الإلكترونية في توثيق وتتبع حالات الأورام والسرطان في المملكة العربية السعودية. تساعد هذه السجلات في تحسين إدارة العناية الصحية للمرضى المصابين بالأورام، وتسهيل تبادل المعلومات بين مختلف الأطباء والمرافق الصحية. كما تساهم السجلات الإلكترونية في تحسين جودة الرعاية، واتخاذ القرارات السريرية المستنيرة.

يّعَّد السجل السعودي للأورام من أوائل السجلات الوطنية في المملكة العربية السعودية إن لم يكن الأول؛ حيث تم إنشاؤه عام 1412هـ / 1992 م تحت إشراف وتمويل وزارة الصحة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض. ويقوم السجل السعودي للأورام بجمع المعلومات من خلال مسجلي السرطان بمراكز الأورام في القطاعات الصحية المختلفة بالمملكة، حيث يتم العمل على تسجيل جميع حالات السرطان وإدخال بياناتها باستخدام برنامج آلي معتمد، وتتم مراجعة جودة البيانات، وتحليل البيانات، وإصدار التقارير السنوية في المكتب الرئيسي بالمجلس الصحي السعودي.

سجلات الأفراد الصحية الإلكترونية:

تتضمن سجلات الأفراد الصحية الإلكترونية معلومات شخصية وطبية عن الأفراد. تشمل هذه المعلومات التاريخ الطبي، والتشخيصات السابقة، والأدوية الموصوفة، والتحاليل الطبية، والعمليات الجراحية السابقة، والمواعيد الطبية المقبلة، وغيرها.

يسمح السجل الشخصي الإلكتروني للمرضى بالوصول إلى معلوماتهم الصحية ومشاركتها مع مقدمي الرعاية الصحية المختلفين، مما يسهل التنسيق والتعاون بين الفرق الطبية، وغالبًا ما يحدث ذلك عبر تطبيق مقدم من قبل المستشفى، بحيث يستطيع المريض الدخول على ملفه بكل سهولة، وحجز مواعيد أوطلب أدوية. ومن أمثلة ذلك تطبيق MYCHART المعتمد لدى مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، وتطبيق خدمات المرضى المقدم من مستشفى وزارة الحرس الوطني.

تهدف السجلات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية إلى تحسين الجودة والفعالية والأمان في تقديم الرعاية الصحية. توفر هذه التقنية سهولة الوصول إلى المعلومات الطبية، وتقليل الأخطاء الطبية، وتحسين تجربة المرضى. وتعتبر السجلات الإلكترونية جزءًا من مبادرة الرعاية الصحية الإلكترونية في المملكة؛ والتي تهدف إلى تعزيز التكنولوجيا الحديثة في القطاع الصحي، وتحسين الخدمات المقدمة للمرضى.تساهم تكنولوجيا المعلومات ونظم السجلات الصحية الإلكترونية في تحسين الكفاءة والجودة في الرعاية الصحية من خلال عدة طرق:

أولاً، توفر هذه التقنيات وسائل فعالة لتخزين وإدارة المعلومات الصحية. حيث يمكن للمؤسسات الصحية تخزين سجلات المرضى الإلكترونية بشكل آمن وسهل الوصول؛ مما يقلل من الإعتماد على الأوراق، ويحسن الكفاءة في عملية استرجاع المعلومات الصحية الحاسمة.

ثانيًا، تبسط تكنولوجيا المعلومات ونظم السجلات الصحية الإلكترونية العديد من العمليات الإدارية. فبدلاً من الإعتماد على الوثائق الورقية والتوثيق اليدوي؛ يمكن للمهنيين الصحيين إستخدام نظم إلكترونية لتسجيل المعلومات وتبادلها بسهولة، وهذا يقلل بشكل كبير من الأخطاء الناتجة عن الأنشطة اليدوية، ويسهم في تحسين دقة التوثيق والتشخيص.

ثالثًا، تعزز تكنولوجيا المعلومات ونظم السجلات الصحية الإلكترونية التنسيق بين الفرق الطبية المختلفة. ويمكن للأطباء متعددي التخصصات ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين الوصول إلى سجلات المرضى الإلكترونية ومشاركة المعلومات بسهولة، مما يعزز التنسيق في عملية العلاج ويُحسِّن الجودة العامة للرعاية الصحية.

أخيرًا، تعزز تكنولوجيا المعلومات ونظم السجلات الصحية الإلكترونية التواصل الفعال بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية. حيث يمكن للمرضى الوصول إلى سجلاتهم الصحية الإلكترونية ومشاركتها مع مقدمي الرعاية بسهولة، مما يسمح لهم بتعزيز فهمهم لحالتهم الصحية والمشاركة في صنع القرارات المتعلقة برعايتهم.

وختامًا، باستخدام تكنولوجيا المعلومات ونظم السجلات الصحية الإلكترونية؛ يمكن تحسين الكفاءة والجودة في مجال الرعاية الصحية. حيث تتيح هذه التقنيات تخزينًا آمنًا للمعلومات الصحية، وتبسيط العمليات الإدارية، وتعزيز التنسيق بين الفرق الطبية، وتعزيز التواصل بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية. ومن المتوقع أن تستمر هذه التقنيات في التطور والتحسُّن، مما سيسهم في تعزيز جودة الرعاية الصحية وتحقيق أفضل نتائج للمرضى، وخاصةً مع ظهور منصة نفيس، والخصخصة مما يدعم أهمية تكنولوجيا المعلومات في المملكة العربية السعودية.

المراجع:

– Smith, P. C., Araya-Guerra, R., Bublitz, C., Parnes, B., Dickinson, L. M., Van Vorst, R., & Westfall, J. M. (2005). Missing clinical information during primary care visits. JAMA, 293(5), 565-571.

– Menachemi, N., & Collum, T. H. (2011). Benefits and drawbacks of electronic health record systems. Risk management and healthcare policy, 4, 47.

– Adler-Milstein, J., DesRoches, C. M., & Jha, A. K. (2011). Health information exchange among US hospitals. The American Journal of Managed Care, 17(11 Spec No.), eSP8-eSP10.

صورة رمزية سارة الغامدي

 

 

 

 

 

الكاتبة : أ سارة عبدالله الغامدي

إدارة معلومات صحية

التعليقات معطلة.