يتطلب نمو الشعر الصحي العديد من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن والتي تعتبر أساسية في دورة بصيلات الشعر الطبيعية، وتلعب هذه العناصر دورًا مهما في بناء الخلايا في البصيلة،لذا فإن نقص هذه العناصر يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر بأشكال مختلفة بالإضافة إلى تأثيره على بنية الشعر وتطور البصيلات وفي النهاية على نمو الشعر يشكل عام.
وتصنف الأنواع التالية ضمن أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعا ومن أهمها
الصلع غير الندبي
(وهو تساقط الشعر الذي الذي لا تُـفقد معه بصيلة الشعرعند سقوط الشعرة)
وكذلك تساقط الشعر الوراثي وتساقط الشعر الكربي
(وهو المرتبط بالضغط النفسي) بالإضافة إلى الثعلبة البقعية.
ويمثل دور التغذية والنظام الغذائي في علاج تساقط الشعر من أهم مجالات البحث العلمي
والتي تحرص الدراسات على فهمه ومعرفة دور العناصر الغذائية في علاج هذه المشكلة.
وفي هذه المقالة نلخص دور الفيتامينات والمعادن في تساقط الشعر.
الحديد:
يعتبر نقص الحديد أكثر أنواع نقص التغذية شيوعًا في العالم، والذي يساهم في تساقط الشعر الكربي،
ويعد مستوى الفيريتين في الدم (مخزون الحديد) مؤشرًا جيدًا في دراسة أسباب تساقط الشعر.
وهناك عدة دراسات تناولت العلاقة بين تساقط الشعر ونقص الحديد وقد ركزت هذه الدراسات على تساقط الشعر لدى النساء خاصة
حيث وجد الباحثون أن نقص الحديد قد يكون مرتبطًا بتساقط الشعر الكربي، والثعلبة البقعية، والتساقط الوراثي.
ومن أجل ايقاف تساقط الشعر الشديد خصوصا في النوع الكربي، يوصي بعض الباحثون بالحفاظ على مستوى الفيريتين في الدم عند مستويات أكثر من (40 أو 70 نانوغرام / ديسيلتر) ويحدد ذلك من قبل الطبيب المعالج.
فيتامين ج:
يعرف بفيتامين سي أو حمض الأسكوربيك، وهو فيتامين ذائب في الماء ويلعب دورًا أساسيًا في امتصاص الأمعاء للحديد. لذلك فإن تناول فيتامين سي مهم في المرضى الذين يعانون من تساقط الشعر المرتبط بنقص الحديد.
فيتامين ب:
يتكون مركب فيتامين ب على ثمانية أنواع من الفيتامينات ذائبة في الماء، جيث تساعد هذه الفيتمينات في التمثيل الغذائي للخلايا، وقد ارتبط نقص فيتامين ب 2 (الريبوفلافين) وفيتامين ب 9 (حمض الفوليك) وفيتامين ب 12 (سيانوكوبولامين) بتساقط الشعر.
ويعمل كل من حمض الفوليك وفيتامين ب 12 – نظرا لأهميتهما في صناعة الحمض النووي في الخلايا – دورًا مهما في بناء بصيلات الشعر عالية التكاثر. ومع ذلك فإن القليل من الدراسات تناولت العلاقة المباشرة بين نقص فيتامينات ب وتساقط الشعر. ومن المثير للاهتمام، أن الكثير من الدراسات وجدت أن انخفاض مستويات فيتامين ب 12 ليس له أي آثار سلبية على تساقط الشعر أو حتى نمو الشعر.
الزنك:
الزنك عنصر غذائي أساسي والذي لا يستطيع الجسم إنتاجه بمفرده، لذا يجب الحصول عليه من الغذاء. وتعتبر الأسماك واللحوم من أهم المصادر الرئيسية للزنك. ويعتقد أن نقص الزنك له علاقة مباشرة بالصلع، ولكن نتائج الدراسات غير كافية لتأكيد ذلك. حيث وجدت دراسة شملت 115 شخصا يعانون من تساقط الشعر الكربي (الحاد والمزمن) أن حوالي 10% فقط من هؤلاء الأشخاص يعانون من نقص الزنك. و في إحدى التجارب السريرية قام الباحثون بإعطاء 220 ملجم من الزنك مرتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر للأشخاص المصابين بالثعلبة البقعية، ولم يجد الباحثون أي تحسن في تساقط الشعر بعد تناول مكملات الزنك خلال فترة الدراسة. وفي دراسة أخرى، أجريت على 15 شخصا ممن يعانون من الثعلبة البقعية حيث تناولوا 50 ملجم من الزنك لمدة 12 اسبوعا، حيث أظهرت الدراسة نتائج إيجابية في تحسن نمو الشعر على تسعة أشخاص من أصل 15 شخصا شاركوا في الدراسة.
البيوتين:
قد يسبب نقص البيوتين العديد من المشكلات الصحية كالطفح الجلدي وتساقط الشعر والتهاب الملتحمة في العين. وعلى الرغم من ذلك فإن نقص البيوتين يعد أمرًا نادرًا، حيث إن البكتيريا المعوية عادة ما تكون قادرة على إنتاج مستويات كافية من البيوتين في جسم الإنسان، فالأفراد الأصحاء عادة لا يحتاجون إلى مكملات البيوتين.
ولم تظهر أي من التجارب السريرية فعالية مكملات البيوتين في علاج تساقط الشعر في حالة عدم وجود خلل في مستويات البيوتين. وعلى الرغم من ذلك فإن البيوتين يوجد في العديد من المكملات الغذائية التي يتم تسويقها للمستهلكين لعلاج تساقط الشعر.
ونؤكد ختاما أن الأبحاث والدراسات الطبية حول دور نقص الفيتامينات والمعادن وارتباطها بتساقط الشعر محدودة وغير متوافقة في نتائجها، ولم تثبت بعد ما إذا كانت الفيتامينات والمعادن لوحدها قادرة على علاج تساقط الشعر بكافة أنواعه. وعلى الرغم من ذلك ما زلنا نشاهد الترويج للفيتامينات والمعادن كعلاج فعال لمشاكل تساقط الشعر لدى المستهلكين. ومن الجدير ذكره أنه من المهم فحص المرضى الذين يعانون من تساقط الشعر من خلال النظر إلى التاريخ الطبي والتاريخ الغذائي والفحص العام للتأكد من مستوى الفيتامينات المعادن وتصحيح النقص إن وجد والبحث في المشاكل الصحية الأخرى والتي قد تكون سببا في تساقط الشعر.
الكاتبة : الاء عبدالقادر الشعلان
صيدلانية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني
References:
- Almohanna HM, Ahmed AA, Tsatalis JP, Tosti A. The role of vitamins and minerals in hair loss: A Review. Dermatology and Therapy. 2018;9(1):51–70. doi:10.1007/s13555-018-0278-6
- Guo EL, Katta R. Diet and hair loss: Effects of nutrient deficiency and supplement use. Dermatology Practical & Conceptual. 2017;1–10. doi:10.5826/dpc.0701a01