تعزيز الصحة في فصل الشتاء: دور التحصين ضد الإنفلونزا الموسمية

تعزيز الصحة في فصل الشتاء: دور التحصين ضد الإنفلونزا الموسمية

يُعد فصل الشتاء موسم انتشار الفيروسات التي تسبب الزكام/الرشح (ونزلات البرد)، والإنفلونزا. ويرجع ذلك إلى أن انخفاض درجة حرارة الجسم أثناء الشتاء قد يضعف استجابة الجهاز المناعي مما يسهل الاصابة بالفيروسات وانتقالها. كما أن جفاف الطقس يؤدي إلى جفاف الغشاء المخاطي للأنف ممايساعد على انتقال وتفشي الفيروسات. والجدير بالذكر أنه يوجد أكثر من مائة سلالة مختلفة من الفيروسات الأنفية والتي تسبب عددا من أمراض الجهاز التنفسي العلوي.

كيف نفرق بين الزكام والإنفلونزا؟

نزلات البرد (الزكام) والإنفلونزا من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي، وتنتشر خاصة في فصل الشتاء وقد يصاب بهما جميع الفئات العمرية.  وتتشابه الأعراض في الزكام والإنفلونزا إلى حد كبير مما يصعب التفريق بينهما ، ولكن أعراض الأنفلونزا أسوأ من الزكام كما أن الفيروسات المسببة لهما مختلفة.

الزكام من أكثر الأمراض المعدية انتشاراً، ويحدث بسبب مجموعة من الفيروسات الأنفية التي تسبب أعراضا في الجهاز التنفسي العلوي . ولهذه الفيروسات فترة حضانة (من يوم واحد إلى أربعة أيام)، ومن أبرز أعراضه سيلان الأنف، العطاس، انسداد الممرات الأنفية والسعال والتهاب الحلق. وعادة لا يسبب الزكام مضاعفات خطيرة. أما الأعراض فتحدث نتيجة رد فعل الجهاز المناعي ضد الفيروس حيث يؤدي إلى التهاب وانتفاخ الأغشية المخاطية الأنفية. وقد يعاني مرضى الزكام أيضًا من حمى خفيفة وألم في الأذن وتعب وصداع. وتتطور الأعراض تدريجيًا ليوم أو يومين لتتحسن تدريجيًا بعد ذلك.

أما الإنفلونزا فالأعراض عادة ما تكون حادة ومفاجئة بعد فترة حضانة (من يوم واحد إلى أربعة أيام)، حيث يشكو المريض من صداع وآلام عضلية مستمرة، حمى عالية، تعرق، انسداد في الأنف وجفاف في الحلق، وتغير الصوت وقد يضاحب ذلك سعال جاف وفقدان للشهية وإعياء شديد. وعادة يتعافى معظم المرضى خلال أسبوع، إلا أن التعب قد يستمر لفترة أطول.

ماهو العلاج في حالات الزكام والإنفلونزا؟

علاج البرد والإنفلونزا يكون من خلال معالجة الأعراض فقط. وفي الغالب يعالج الأشخاص الأصحاء أعراض الزكام بأنفسهم دون الحاجة للذهاب إلى الطبيب، وذلك بالالتزام بالراحة وتناول السوائل والمسكنات.

ومن الجدير ذكره أنه لا يوجد علاج للإنفلونزا، ولا ينصح باستخدام المضادات الحيوية، وذلك لأنها لا تستطيع محاربة الفيروسات كونها تعمل على الإصابات البكتيرية، كما أنها قد توهن الجسم ولأن استعمالها قد يكون محفوف بالمخاطر.

وقد تحدث مضاعفات للزكام والإنفلونزا نتيجة للإصابة بالتهابات بكتيرية ثانوية مثل التهاب الجيوب الأنفية والتهاب الأذن الوسطى والتهاب في الجهاز التنفسي السفلي.ويفضل في هذه الحالات الحصول على رعاية طبية خصوصا إذا كانت هناك أمراض مزمنة أو عوامل خطر مرتفعة كما لدى كبار السن.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا الموسمية الشديدة هم:

  • النساء الحوامل في جميع مراحل الحمل.
  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
  • الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة.
  • الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة كالربووأمراض القلب والرئة والسكري.
  • الأشخاص الذين يتعرضون لخطر التعرض للإصابة بالإنفلونزا، وهذا يشمل العاملين في مجال الرعاية الصحية.

كيف نتجنب الإصابة بالزكام والإنفلونزا؟

تنتشر فيروسات الزكام والإنفلونزا عن طريق رذاذ السعال والعطاس من المصابين. ويمكن الوقاية منه عن طريق غسل اليدين باستمرار وتفادي لمس الوجه والسعال والعطاس في المنديل لتجنب انتشار الرذاذ، كما أن من أهم سبل الوقاية أخذ لقاح الإنفلونزا. وتزامنا مع موسم الأمراض الشتوية، فإن لقاح الإنفلونزا يعتبر تطعيمًا سنويًا وموسميا؛ لأن التطعيم به يكون خلال موسم الشتاء بالتحديد بداية من شهر أكتوبر من كل عام؛ ولكن يجب الاستمرار بأخذ اللقاح في أي وقت طوال فصل الشتاء. ومن المهم التأكيد على أن لقاح الإنفلونزا يقي من حدوث المرض بنسبة نجاح عالية كما يمكنه الإسهام من تقليل حدة الأعراض عند الإصابة به وتقليل حدوث المضاعفات.

أما اللقاح فيُعطى عن طريق الحقن بالعضل للأشخاص من عمر ٦ أشهر وأكثر بما في ذلك الأشخاص البالغين الأصحاء والنساء الحوامل ومن يعانون أمراضا مزمنة. وكل شخص مصنف في مجموعة الخطورة العالية يكون مرشحًا للقاح الإنفلونزا، والذي يمثل أفضل وقاية في مواجهة الإنفلونزا. حيث إن وزارة الصحة السعودية أعلنت أن هؤلاء الاشخاص هم الفئة المستهدفة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية سنويا.

وبعد تلقي لقاح الإنفلونزا يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة لفيروس الإنفلونزا، والتي قد تستغرق حوالي أسبوعين حتى يكتسب الجسم المناعة الواقية من العدوى.  ومن المهم معرفة أن اللقاح يشكل حماية ضد فيروس الإنفلونزا الموسمي فقط، بينما لا يؤمن الوقاية من غيرها من الميكروبات ذات الأعراض المشابهة. ومن الجدير ذكره أن اللقاح آمن، إلا أنه قد يصاحبه بعض الآثار الجانبية البسيطة والمؤقتة مثل الحمى الخفيفة أو ألم الجسم والذي قد يحدث عن بعض من يأخذون اللقاح.

Reference:

الكاتبة  د.  تهاني المفيد التميمي

استشاري طب الأسرة وطب الشيخوخة

أستاذ مشارك بكلية الطب، جامعه حائل

التعليقات معطلة.