تخيل أن مشروبك الصباحي اليومي قد يكون السلاح السري لحماية عقلك من أمراض الشيخوخة. هل يمكن أن تكون القهوة المفتاح لصحة دماغية أفضل؟ دعنا نكتشف كيف!
تعد القهوة واحدة من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، حيث يستهلكها ملايين الأشخاص يوميًا لتأثيرها المنشط وللراحة خلال اليوم. وفقًا لإحصائيات حديثة، يتم استهلاك ما يزيد عن 2.25 مليار كوب من القهوة يوميًا على مستوى العالم، لذا فهي جزءٌ لا يتجزأ من الحياة اليومية.
أيضًا إلى جانب دورها كمنشط، هل تعلم أن تناولها بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 34%؟
كشفت العديد من الدراسات الحديثة عن فوائد صحية محتملة للقهوة، خاصة فيما يتعلق بالوقاية من الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض باركنسون والزهايمر. مما أثار اهتمام العلماء حول كيفية تأثير القهوة وعناصرها الفعالة، مثل الكافيين ومضادات الأكسدة، على صحة الدماغ.
ماهي الأمراض التنكسية العصبية؟
الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، هي اضطرابات تصيب الجهاز العصبي وتؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الدماغ والخلايا العصبية.
يعد مرض الزهايمر الأكثر شيوعًا بين هذه الأمراض ويؤدي إلى تراجع في القدرات المعرفية والذاكرة نتيجة تراكم البروتينات غير الطبيعية في الدماغ. من ناحية أخرى، يؤثر مرض باركنسون بشكل رئيسي على الحركة، حيث يتسبب في نقص إنتاج الدوبامين، مما يؤدي إلى اضطرابات في الحركة مثل الرعاش وبطء الحركة.
ما هي العناصر الموجودة في القهوة وما تأثيرها على الصحة على المدى الطويل؟
١- الكافيين:
هو مادة منبهة تساعد على تحسين التركيز والانتباه. وتشير الأبحاث إلى أن استهلاكه يمكن أن يحسن من الذاكرة والأداء الإدراكي، كما يسهم في تقليل خطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر وباركنسون. ويقلل أيضًا من تراكم البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر مثل بيتا أميلويد كما يقلل من الإجهاد التأكسدي (الإجهاد الذي يحدث للخلايا بسبب المواد الضارة).
٢-مضادات الأكسدة:
تحتوي القهوة على مستويات عالية من متعدد الفينول وهي مضادات أكسدة قوية تلعب دورًا في تطور الأمراض التنكسية والشيخوخة.
٣-المغنيسيوم:
معدن أساسي يساعد في تنظيم ضغط الدم ويدعم صحة العظام والعضلات، وقد يقلل استهلاكه الكافي من خلال القهوة من مخاطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
٤- البوتاسيوم:
معدن مهم لتحسين صحة القلب عن طريق تنظيم ضغط الدم، حيث يساهم الحصول على كميات كافية منه في تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.
– وفقًا لدراسة “UK Biobank “ والتي استمرّت ١٠ سنوات ونُشِرت عام ٢٠٢٤، فإن استهلاك القهوة غير المحلاة المحتوية على الكافيين ، يرتبط بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر وباركنسون.
وقد أشارت الدراسة التي تناولت 204,847 مشاركًا إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون القهوة بانتظام (التي تحتوي على الكافيين والغير محلاة بالسكر أو النكهات المحلاة الصناعية) أكثر من 3 أكواب يوميًا لديهم خطر أقل بنسبة 34% للإصابة بمرض الزهايمر و 37% للإصابة بمرض باركنسون مقارنةً بالأشخاص الذين لا يشربون القهوة. وبالتالي تؤكد على دور الكافيين ومضادات الأكسدة، ولكن بجرعات معتدلة (2 إلى 3 أكواب يوميًا) دون زيادة خاصةً إذا تجاوز 5 أكواب يوميًا. وهذا يقلل من:
- مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم (خاصةً لمن لديهم حساسية من الكافيين).
- التوتر والقلق أو اضطرابات في النوم (الأرق والقلق)، نتيجة تناول القهوة في أوقات متأخرة من اليوم.
- خطر الإصابة بالسمنة والسكري.
التوصيات لتحقيق أقصى استفادة من القهوة:
- شرب القهوة بجرعات معتدلة.
- يُفضل تناول القهوة غير المحلاة أو مع محليات طبيعية.
- التوازن الغذائي مع تناول كميات كافية من الفواكه والخضروات والبروتينات الصحية، للحد من مخاطر الأمراض.
المراجع :
UK Biobank Study, 2024. “Coffee Consumption and Neurodegenerative Disease Risks.”
https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0002916524006713?via%3Dihub
Neurodegenerative Diseases: Can Caffeine Be a Powerful Ally to Weaken Neuroinflammation?
https://www.mdpi.com/1422-0067/23/21/12958