في عالم الصحة واللياقة، تتزايد الأبحاث حول الجزيئات التي تلعب دورًا محوريًا في العمليات الحيوية داخل الجسم، ومن بين هذه الجزيئات، يبرز النيكوتيناميد أدينين ثنائي النوكليوتيد (+NAD) كعنصر أساسي لا غنى عنه. هذا الجزيء الحيوي موجود في جميع الخلايا الحية، حيث يشارك في العديد من الوظائف الحيوية، من إنتاج الطاقة إلى إصلاح الحمض النووي، وصولًا إلى دعم صحة الخلايا وإطالة عمرها.
كيف نحصل على +NAD؟
يمكن الحصول على +NAD من خلال التغذية الصحية الغنية بالمصادر الطبيعية التي تعزز مستوياته داخل الجسم. ومن أبرز هذه المصادر:
- الخميرة، اللحوم، الدواجن، والأسماك الحمراء مثل التونة والسلمون.
- الحبوب المدعمة والحبوب الناضجة مثل القمح والذرة.
- البقوليات والبذور مثل بذور القرع.
- الحليب، الخضراوات الورقية الخضراء، والقهوة والشاي.
بالإضافة إلى التغذية، هناك طرق أخرى تساهم في زيادة مستويات +NAD داخل الجسم بشكل طبيعي، ومنها:
- ممارسة الرياضة : يحفز النشاط البدني إنتاج +NAD ويعزز صحة الميتوكوندريا (مراكز الطاقة في الخلايا).
- اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية: يعزز تقليل استهلاك السعرات الحرارية من إنتاج +NAD ويحفز عمليات الإصلاح الخلوي.
- الصيام المتقطع: أظهرت الدراسات أن الصيام يساعد في زيادة مستويات +NAD وتحسين وظائف الخلايا.
أدوار +NAD في الجسم
يعتبر +NAD جزيئًا رئيسيًا في تفاعلات الطاقة داخل الجسم، حيث يعمل كعامل مساعد في مئات التفاعلات البيوكيميائية. وفيما يلي أهم وظائفه:
- إنتاج الطاقة: يساعد +NAD في تحويل المغذيات إلى طاقة تستخدمها الخلايا للقيام بوظائفها المختلفة.
- إصلاح الحمض النووي: يلعب (DNA) دورًا أساسيًا في حماية المادة الوراثية من التلف والإجهاد التأكسدي.
- تنظيم وظائف الخلايا: يساعد في استجابة الجسم للإجهاد الخلوي ويحميه من الأضرار الناجمة عن العوامل البيئية والشيخوخة.
- تعزيز الصحة العامة: تشير بعض الأبحاث إلى دوره في إبطاء علامات التقدم في العمر، مما يجعله عنصرًا مثيرًا للاهتمام في مجال الأبحاث حول مكافحة الشيخوخة.
ماذا يحدث عند انخفاض مستويات +NAD؟
مع التقدم في العمر، تنخفض مستويات +NAD في الجسم، مما قد يؤدي إلى ضعف إنتاج الطاقة الخلوية وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة. لهذا السبب، بدأ العلماء في البحث عن طرق لتعويض هذا النقص، مثل استخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على سلائف +NAD، ومن أبرزها:
- النيكوتيناميد ريبوزيد (NR)
- النيكوتيناميد أحادي النوكليوتيد (NMN)
تتوفر هذه المكملات في أشكال صيدلانية مثل الكبسولات والحقن الوريدية، إلا أنه من الضروري استشارة الطبيب قبل تناولها لضمان سلامتها وفعاليتها، حيث لا تزال الأبحاث جارية لفهم تأثيرها على المدى الطويل.
خاتمة
يعد +NAD عنصرًا حيويًا لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يلعب دورًا أساسيًا في إنتاج الطاقة، إصلاح الحمض النووي، وتعزيز صحة الخلايا. يمكن دعم مستوياته بشكل طبيعي من خلال اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، والصيام المتقطع. ومع تزايد الاهتمام بالمكملات الغذائية التي تعزز +NAD، من المهم استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل لضمان تحقيق أقصى فائدة صحية.
في ظل التطورات العلمية المستمرة، قد يكون +NAD أحد المفاتيح المهمة للحفاظ على الصحة والحيوية مع التقدم في العمر.
المراجع:
https://lpi.oregonstate.edu/mic/vitamins/niacin
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC7752291/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/37068054/