من الشائع استخدام النباتات والمستحضرات العشبية في مجتمعاتنا في الشرق الأوسط،
والتي وجد بالفعل للعديد منها فعالية في تخفيف أعراض بعض الأمراض سواء الخفيفة منها أو متوسطة الحدة.
ويعد نبات اليانسون Anise (Pimpinella anisum L., Apiaceae/Umbelliferae)
أحد أشهر النباتات المستخدمة في منطقتنا وهو نبات عطري ذو رائحة مميزة، ويزرع في العديد من المناطق كأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
عادة ما تستخدم بذور اليانسون خصوصا الزيوت العطرية التي تستخرج منها في التداوي
وكذلك في صناعة الأطعمة، ومن الاستعمالات الشائعة لليانسون استخدامه في علاج عسر الهضم ونزلات البرد وكذلك استخدامه كطارد للبلغم.
وقد استخدم منذ القدم في الطب الشعبي كمدر للبول ومهدئ للأعصاب ومدر للحليب للنساء المرضعات، واستخدم كذلك بشكل موضعي لعلاج القمل والجرب. كما وجدت الدراسات المخبرية فعالية لليانسون كمضاد للبكتيريا والفطريات.
من الجدير بالذكر أنه قد لوحظت بعض الآثار الجانبية لليانسون لدى بعض الأشخاص المستخدمين لهذا النبات،
مثل الحساسية الجلدية أو الصدرية وكذلك اضطراب الجهاز الهضمي وزيادة الحساسية للضوء.
ولا توجد الكثير من الدراسات حول تداخل اليانسون مع الأدوية، ولكن بعض الدراسات ذكرت أنه قد يكون هناك تأثير لليانسون على استقلاب بعض الأدوية في الكبد من خلال زيادة أو خفض نشاط إنزيمات الاستقلاب في الكبد، مما قد يؤثر على فاعلية هذه الأدوية وخاصة الأدوية التي تحتوي على الإستروجين أو تعمل على مستقبلات الإستروجين في الجسم، مثل: حبوب منع الحمل ودواء التاموكسفين.
وقد وجدت الدراسات الحيوية أن للزيوت العطرية المستخرجة من بذوراليانسون تأثيراً مثبطاً لأدوية علاج الإكتئاب، مثل: الإيميبرامين والفلوكستين، وكذلك وجد أن هذه الزيوت قد تطيل مدة بقاء دواء الديازيبام في الدم وبالتالي زيادة مدة مفعوله. بالإضافة إلى أن هذه الزيوت قد تسرع استقلاب أدوية الفينوباربيتال في الكبد – ولأن هذه الأدوية تستخدم للتنويم لبعض المرضى- وبالتالي قد يسبب هذا التداخل في تقليل مدة النوم الناتجة عن استخدام هذه الأدوية.
علما بأنه لا توجد حتى وقتنا الحاضر أي دراساتٍ على تأثير تداخلات الأدوية مع اليانسون على الإنسان، ولا نستطيع تعميم نتائج الدراسات المخبرية والحيوية على المستخدمين بشكل مطلق، ولكن نستطيع الإستفادة من هذه النتائج لرفع مستوى السلامة الدوائية والاستخدام الآمن للمستحضرات العشبية.