هل يمكن أن يكون الصوم خطرًا على الأشخاص المصابين بالسكري؟

يُعد مرض السكري منتشر بنسبة عالية . ويعزى ارتفاع معدل حدوث هذا المرض إلى التغيرات التي شهدتها أنماط الحياة في العصر الحديث، ولا سيما فيما يتعلق بالتغذية غير المتوازنة والإعتماد على الوجبات المصنعة، إلى جانب قلة الحركة وارتفاع ضغوط الحياة اليومية في عصر يتسم بالسرعة، دون أن ننسى العوامل الجينية. وبالرغم من أن الصيام يعتبر آمنًا لمعظم الأشخاص، إلا أن القرآن الكريم يشيرإلى ضرورة تجنب الصوم إذا كان يشكل خطرًا على صحة الفرد؛ حيث أنه قد يزيد خطر حدوث إنخفاض في مستوى السكر في الدم (هبوط السكر)، وارتفاع مستوى السكر في الدم (ارتفاع السكر)، وتجلط الدم، والجفاف خلال الصيام .

 

لمصابي السكري؛ من المهم فهم أنه يجب كسرالصيام على الفور إذا اتضح حدوث أحد الأعراض التالية:

1. مستوى السكر في الدم أقل من 70 ملغ/ ديسيلتر(4 ممول/لتر).

2. مستوى السكر في الدم أكثر من 300 ملغ/ ديسيلتر(16.7 ممول/لتر).

3. حدوث أعراض هبوط السكر، أو ارتفاع السكر، أو مرض حاد.

 

تختلف أعراض هبوط السكر في الدم من شخص لآخر، ويمكن أن تتغير مع مرور الوقت . يمكن أن تشمل هذه الأعراض واحدة أو أكثر من الأعراض التالية :

التعرق، الضعف، الرجفة، الصداع، الخفقان، الدوار، الجوع، الإرتباك، الغثيان، صعوبة التركيز، القلق، صعوبة التحدث، الشعور بالوخز، فقدان الوعي، أو التعب .

كما تختلف أعراض إرتفاع مستوى السكر في الدم من شخص لآخر، ويمكن أن تتغير مع مرور الوقت. يمكن أن تشمل هذه الأعراض واحدة أو أكثرمن الأعراض التالية :

جفاف الفم، رائحة الفم الفوَّاحة، العطش الشديد، آلام المعدة والغثيان والقيء، التبوُّل المتكرر،  التنفُّس العميق والسريع، أوالضعف.

 

إذا قرر الصيام ؛ ما الذي يجب على مريض السكريفعله؟

– تأخير السحور قدر الإمكان لتوفير الطاقة لساعات الصيام الطويلة.

– تناول وجبة إفطار صحية ومتوازنة خلال رمضان . تقليل تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على سكر و/ أو دهون واستهلاك الأطعمة الغنية بالألياف.

– شرب الكثير من الماء. تجنب تناول المشروبات الغنية بالسكر مثل الصودا أو العصائر الصناعية، لأنها تسبب الجفاف بدلاً من الترطيب.

 

كم مرة يجب فحص مستوى السكر في الدم أثناء الصوم؟

– إذا كان يصوم للمرة الأولى بعد تشخيص السكري، أو إذا كان يُعتبر مُعرضًا لخطر حدوث إنخفاض في مستوى السكر في الدم، فمن الجيد مراقبة مستوى السكر في الدم عن كثب 4 مرات يوميًا (في الصباح، وفي منتصف النهار، وقبل الإفطار، وبعد ساعتين من الإفطار، وقبل السحور ، أو عند الشعور بعدم الارتياح).

– إذا كان معتادًا على الصيام بعد الإصابه بالسكري، بالإمكان فحص مستوى السكر في الدم 3 مرات خلال اليوم :

في منتصف النهار،  وقبل الإفطار ، وقبل السحور، أو عند الشعور بعدم الارتياح.

ملاحظة : فحص مستوى السكر في الدم خلال ساعات الصيام لا يفسد الصيام.

 

هل يمكن ممارسة التمارين الرياضية أثناء الصيام؟

نعم. يمكن ممارسة التمارين الرياضية خلال شهر رمضان، ولكن التوصية هي ممارسة التمارين الخفيفة إلى المتوسطة بعد الإفطار. من المهم أن نلاحظ أن صلاة التراويح الطويلة والممتدة تعتبر جزءًا من الخطة اليومية للتمارين الرياضية ويمكن أن تسبب إنخفاض مستوى السكر في الدم.

 

كيف يمكن ضبط أو تعديل الأدوية؟

ضبط جرعة وتوقيت الأدوية الخاصة بك سيعتمد على نوع الدواء، وقت تناوله، مدة الصوم، وسبب استخدام الدواء. من الأفضل استشارة الصيدلي أو الطبيب الخاص بك لمساعدتك في ضبط الأدوية.

 متى/كيف يجب أن يستعمل الأنسولين؟

–  إذا كان الإفطار وجبة خفيفة (مثال: حساء، زبادي، تمر، أو سمبوسة)، ينصح بتأجيل أخذ الأنسولين السريع المفعول مثل ليسبرو (هيومالوج) أو أسبارت (نوفو رابيد) حتى بعد تناول الوجبة الرئيسيه.

– في حال تناول وجبة إفطار كاملة، يُنصح بتقليل جرعة الأنسولين السريع المفعول قبل الإفطار، واستشارة صيدلي إكلينيكي أو طبيبك لتعديل الجرعة بناءً على وضعك.

ختامًا ، مهما كان قرار المريض بشأن الصيام ، يجب استشارة صيدلي إكلينيكي أو طبيب مختص للحصول على إرشادات محددة لحالته الصحية، وضبط الجرعات الدوائية بشكل صحيح . كما يُنصح المريض بالالتزام بمراقبة مستوى السكر في الدم والاستماع إلى جسمه وأعراضه كأمر أساسي أثناء الصيام.

الكاتبة: بشرى عبدالله الرشيدي

 طالبة صيدله اكلينيكيه في جامعة حائل

التعليقات معطلة.