ماذا يحدث لأجسامنا أثناء الصيام؟
يعتبر الصيام والتقيد بسعرات حرارية محددة أحد أبرز الأنماط الغذائية لمواجهة مشكلة زيادة الوزن، ويعرف الصيام بأنه الامتناع عن تناول الطعام والشراب لأوقات محددة لأهداف دينية أو صحية. وهناك ثلاث أنماط من الصيام وهي:
التغذية المقيدة بوقت معين Time-Restricted Feeding (TRF):
ويكون تناول الطعام محصورا في مدة معينة من الزمن، على سبيل المثال: من 4 إلى 12 ساعة من دون الأخذ بالاعتبار تخفيض السعرات الحرارية.
الصيام المتقطع Iintermittent Fasting (IF):
في هذا النوع من الصيام يحدث هناك تبادل لأوقات تناول الطعام مع فترات ممتدة من الصيام قد تصل لعدة أيام.
النظام الغذائي المحاكي للصيام Fasting-Mimicking Diet (FMD):
وهذا النظام الغذائي يهدف إلى التقليل من السعرات الحرارية من مصادر البروتين والكربوهيدرات، والاعتماد على المصادرالنباتية كمصدر للفيتامينات والمعادن.
تحديد السعرات الحرارية
وجدت الدراسات الحديثة بأن اتباع أي نظام غذائي يعتمد على تحديد السعرات الحرارية خلال اليوم بحيث تمثل من 15-40% من الكمية المطلوبة للشخص للإحساس بالشبع لمدة سنتين، قد يؤدي إلى تقليل عمليات الأكسدة داخل الجسم وتحسين صحة الأشخاص المتبعين لهذا النوع من النظام الغذائي، كما وجد له آثارإيجابية على الأمراض العصبية مثل الزهايمر وشلل الرعاش والتصلب اللويحي وكذلك السمنة والسكري.
تأثير الصيام على الجسم
يعتمد الجسم على ثلاث مصادر للطاقة أثناء الصيام وهي : الجلايكوجين والدهون والأحماض الأمينية. ويحتاج الجسم للطاقة من أجل استمرار العمليات الخلوية وعمل أعضاء الجسم. ففي الوضع الطبيعي للجسم يكون جلوكوز الدم هو مصدر الطاقة ويأتي من الجلايكوجين المخزن في الكبد والعضلات ولكن عند الصيام لمدة 24 ساعة تقريبا يبدء الجلايكوجين بالنفاد ويبدأ الجسم باستخدام مصادر أخرى للطاقة مثل الدهون الثلاثية الموجودة في النسيج الدهني والتي يحولها الكبد إلى أجسام كيتونية وجلوكوز، وبالتزامن مع تكسير الدهون يقوم الجسم بتكسير البروتينات من أنسجة مختلفه منها العضلات للحصول على الأحماض الأمينية ومن ثم تحويلها لمصادر للطاقة.
تأثير الصيام على الأمراض المزمنة
يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى زيادة وزن الجسم والسمنة، والتي بدورها تعتبر بداية للعديد من الأمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني و تشحم الكبد وارتفاع سكر الدم.ولذلك هنا يلعب الصيام دورا هاما في الحد من زيادة الوزن وتحسين وظائف الأعضاء وعمليات الأيض داخل الجسم.
أجريت دراسة سريرية لمعرفة تأثير التغذية المقيدة بوقت معين على الوزن و عوامل الخطورة للأمراض المزمنة. حيث تم تقييد طعام المشاركين بفترة زمنية لا تتجاوز 8 ساعات من الساعه العاشرة صباحا حتى السادسة مساء لمدة 12 أسبوعا .وجدت الدراسة أن هذا النظام أدى إلى فقدان الوزن بنسبة 2-3% من الوزن الكلي وانخفاض ضغط الدم من 5-7 درجات. كما وجد أن الصيام يقلل من تراكم الدهون عبر تحفيز عملية تكسير كما يحسن من عمليات الأيض للكوليسترول وسكرالدم.
صيام رمضان
صيام شهر رمضان واجب ديني، ففي الصيام يكون هناك امتناع عن شرب الماء والسوائل بينما يمكننا في أنماط الصيام الأخرى التزود بالماء والسوائل، لذلك يجب تعويض ذلك فيصيام الشهر الكريم بشرب كميات كافية في فترات الإفطار لتجنب الجفاف وتعويض الجسم الكميات التي فقدها من السوائل أثناء فترة الصيام. مما يجدر ذكره أن هناك اختلافات في العادات الغذائية بين الدول في أنواع الأطعمة على مائدة الإفطار، فقد تكثرالأطباق الغنية بالدهون والكريوهيدارت مما قد يفقد الصيام فوائده الإيجابية على الجسم. لذلك ينصح بالاعتدال في تناول الطعام والحرص على تعويض الجسم بالسوائل للحصول على الفائدة المرجوة من الصيام ، ولتكن لنا في رسول الله أسوة حسنة حين قال ﷺ:”مَا ملأ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنه، بحَسْبِ ابنِ آدمَ لقيماتٍ يُقِمْنَ صُلبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ”.